-->
الدعوة والحياة للشيخ مصطفى بن داود الجزائري الدعوة والحياة للشيخ مصطفى بن داود الجزائري
الردود على المتعصبة

آخر الأخبار

الردود على المتعصبة
recent
جاري التحميل ...
recent

خطبة عن الزكاة وأهميتها

الخطبة الأولى : الزكــاة

الحمدُ للهِ الذِي جعَلَ الزَّكاةَ طهارةً ونَمَاءً، وزادَ أهلَهَا فضْلاً وعطاءً .وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ القائلُ :{ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}
وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمداً عَبْدُ اللهِ ورسولُهُ القائلُ : ”مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ فَقَدْ أذَهَبَ عَنْهُ شَرُّهُ“اللهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وأصحابِهِ والتابعينَ ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ .
أَمَّا بَعْدُ : أيهَا المسلمونَ : إنَّ اللهَ تباركَ وتعالَى فرضَ الزَّكاةَ علَى عبادِهِ، وجعلَهَا منْ أركانِ هذَا الدِّينِ ، وقرنَ بينَهَا وبينَ الصَّلاةِ فِي كتابِهِ المبينِ .
فالزَّكاةُ تُطهِّرُ نفْسَ صاحبِهَا مِنَ الشُّحِّ المهلك، وتُعَوِّدُهُ علَى البذْلِ والعطاءِ . قالَ اللهُ عز وجل ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون . و قال :{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }  والزَّكاةُ نَمَاءٌ وبركةٌ وأمانٌ للمالِ , وحِفْظٌ لَهُ مِنَ الضياعِ والنُّقصانِ، قالَ تعالَى :{ وَمَا آتَيْتُم مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُضْعِفُونَ} أي: الذينَ يُضاعِفُ اللهُ تعالَى لهمُ الثوابَ والجزاءَ .
وقالَ رَسُولُ اللَّهِ : ”مَا نَقَصَ مَالُ مِنْ صَدَقَةٍ“. وقدْ ضمنَ اللهُ تعالَى أنْ يُخْلِفَ علَى مَنْ أنفَقَ شيئاً يريدُ بِهِ وَجْهَ اللهِ تعالَى، قالَ عزَّ وجلَّ : {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} .وقدْ تكفَّلَ اللهُ سبحانَهُ وتعالَى بنماءِ الصدقاتِ وزيادَتِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ”مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ - وَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ - وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّى أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ“ .
أيُّهَا المؤمنونَ : إنَّ الزَّكاةَ سببٌ فِي دخولِِ صاحبِهَا الجنَّةَ، ونجاتِهِ مِنْ أهوالِ القيامةِ وعذابِ النَّارِ، قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ : { َسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ} .
عبادَ اللهِ : إنَّ المجتمعَ الذِي تؤدَّى فيهِ الزَّكاةُُ مجتمعٌ تشِيعُ بينَ أفرادِهِ المحبَّةُ والمودةُ، وتعلُو فيهِ رايةُ التَّراحُمِ والتَّعاونِ والتَّعاطُفِ، وتقِلُّ بيْنَ أفرادِهِ الفوارِقُ الاجتماعيةُ، وتُطَهَّرُ فيهِ النُّفوسُ مِنْ جميعِ الضَّغائنِ والأحقادِ؛ فيغدُو مجتمعا متماسكاً قويًّا كالبنيانِ، متعاطفاً متوادًّا كالجسدِ الواحدِ، وتكثُرُ فيهِ البركاتُ ، وتَتَنَزَّلُ علَى أهلِهِ الرحماتُ، وصدَقَ اللهُ العظيمُ إذْ يقولُ: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
فبـادروا بزكـاة المـال إن بها                   للنفس والمال تطهيراً وتحصينـاً
ألم تروا أن أهل المـال في وجـل           يخشـون مصرعهـم إلا المزكين
نسألُ اللهَ أنْ يُخْلِفَ علَى كُلِّ مَنْ زكَّى مالَهُ خيراً كثيراً، وأَنْ يتقبَّلَهَا منْهُ خالصةً لوجهِهِ الكريمِ ، إنَّهُ أكرمُ مسؤولٍ . أقولُ قولِي هذَا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولَكُمْ .
الخطبة الثانية

أما بعد: عباد الله : فإن لكل عبادة من العبادات حِكَمًا ومزايا حميدة وفوائد جمة في حياة الناس، والزكاة من جملة هذه العبادات، لها حكم متعدّدة وأهداف سامية ومقامات رفيعة فهي تطهر الناس من آفة الشح و تطهر المال وتنميه وتزيده بركة، كما قال تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا .
وتحمي المجتمعات من الفساد والجرائم الخلقية التي تتولد عن الفقر والعوز والحاجة، كما أن في الزكاة توطيدًا لدعائم المحبة والمودة بين أبناء المجتمع الفقراء والأغنياء من المسلمين .
فالحذر من عدم أدائها أو التسويف في أدائها أو التهاون في إخراجها، فكما أن في إخراجها نماء للمال وبركة في الرزق، ففي منعها محق لبركة الرزق , ومفسدة للمال وذهاب لدين المسلم عياذًا بالله تعالى .
ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: (ثلاث لا تقبل إلا بثلاث: لا تقبل طاعة الله تبارك وتعالى إلا بطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تقبل الصلاة إلا بإخراج الزكاة، ولا يقبل الله شكره إلا بشكر الوالدين)، والنصوص من الآيات والحديث في هذا الموضوع كثيرة ومشهورة.
اللهم وفقنا للالتزام ، اللهم آمين .
أيّها المسلمون، ما أسرعَ ما تنقضِي الليالي والأيّام، وما أعجلَ ما تنصرِم الشهور والأعوام. أيّامٌ تمرّ وأعوَام تكرّ، وفي تقلّب الدّهر عِبر، وفي تغيُّر الأحوال مدّكَر.

اللَّهُمَّ انْتَصِرْ لِعِبَادِكَ المُؤْمِنِينَ المُسْتَضْعَفِينَ فِي غزة.. اللَّهُمَّ خُذْهُمْ أَخْذاً وَبِيلاً. اللَّهُمَّ انْتَقِمْ منْهم كما انتقمْتَ من فـرْعـونَ وَمَلَئِهِ. اللَّهُمَّ أَسْعِدْ قلوبنا بِعِـزِّ الإسْلام وظُهُور المُسلمينَ ونَصْـرِ الفئةِ المؤمنةِ يا ربَّ العالمينَ. اللَّهُمَّ احْفَظْهم و رُدَّ كَيْدَ الأعْداءِ في نحورهِم ، واجْعَلِ الدَّائِرَةَ عليْهم .
اللهم لا يردّ أمرك ، ولا يهزم جندك ، سبحانك وبحمدك. اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب، هازم الأحزاب ، اهزم الصهاينة الحاقدين. اللهم مزق دولهم، وشتّت شملهم، اللهم انصر جندك، وأيدهم في فلسطين ، آمن خوفهم ، وفك أسرهم ، ووحد صفوفهم، وتقبل شهيدهم، و سدد رميتهم. اللهم ارحم ضعفنا وقلة قوتنا، فقلوبنا مكلومة، ودماؤنا مراقة، ونحن لا حول لنا ولا قوة إلا بدعوات ندعوك بها فلا تردنا خائبين، واشف صدورنا وصدور قوم مؤمنين بنصر الإسلام والمسلمين وقتل اليهود الغاصبين، إنك على كل شئ قدير.

اللهم نشكو إليك دماء سفكت. وأعراضا هتكت. وحرمات انتهكت .وأطفالا يتمت. ونساء رملت.وأمهات ثكلت. وبيوتا خربت. ومزارع أتلفت اللهم كن لهم مؤيدًا ونصيرًا ومعينًا وظهيرًا، اللهم اجعل لهم من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ومن كل بلاء عافية يا رب العالمين .




إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

عن الموقع
موقع الدعوة والحياة من إنشاء الشيخ الجزائري مصطفى بن داود يسعى هذا الموقع لنشر العقيدة الصحيحة والدفاع عن الفقه المالكي وتبيين أدلته كما يسعى أيضا للرد عن بعض المخالفين المتعصبين .

زوار الموقع

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة