-->
الدعوة والحياة للشيخ مصطفى بن داود الجزائري الدعوة والحياة للشيخ مصطفى بن داود الجزائري
الردود على المتعصبة

آخر الأخبار

الردود على المتعصبة
recent
جاري التحميل ...
recent

كراهة التطويل بالناس في الصلاة


التطويل بالناس في الصلاة

ما رأيت أحدا  يزعم أنه يتبع  السنة و السلف ، إلا إذا أمّ الناس أطال بهم إلى حدّ  يضجر ، و يبعد عن الخشوع ، و يُلحق بالمأمومين العنت و الحرج . و إنما أوتي هؤلاء من قبَل غفلتهم عن تعاليم الرسول صلى الله عليه و سلم،حيث يقول مرشدا لأمته:
"إذا صلى أحدكم للناس فليخفف، فإنّ فيهم الضعيف و السقيم و الكبير - و في لفظ لمسلم:"و الصغير و الكبير" و زاد الطبراني:"و الحامل و المرضع"
و له من حديث عدي بن حاتم:"و العابر السبيل"
و في حديث ابي مسعود الصحيح:" و ذا الحاجة"، و هي أشمل الأوصاف المذكورة
قال -صلى الله عليه و سلم-:"و إذا صلى أحدكم لنفسه فليطوّل ما شاء" رواه الشيخان
قال ابن عبد البر:لكل إمام أن يخفف لأمره صلى الله عليه و سلم ، و إن علم قوة مَن خلفه ، فإنه لا يدري ما يحدث عليهم من حادث و شغل و عارض و حاجة و حدث و غيرها.اهــ
قلت: و الغالب على الناس عدم تحمل الإطالة المبالغ فيها ، لكثرة المشاغل ، فينبغي على الأئمة التخفيف مطلقا
و قد اغتر بعضهم بما ورد عن صلاةالنبي صلى الله عليه و سلم و إطالته في بعضها فظنّ أنها سنة متبعة ، و لو على حساب مَن خلفه ممن لا يطيقون التطويل ، فوقع المسكين فيما لو فعله في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم لوبّخه عليه كما فعل بمعاذ و غيره
قال الشوكاني(النيل3/5):" أنّ فعله -صلى الله عليه و سلم -لا يعارض القول الخاص بنا و تلك الأوامر السابقة خاصة فينبغي أن تقدم على فعله"
و الدليل على ذلك ما رواه البخاري في (باب من شكا إمامه إذا طوّل) عن أبي  مسعود قال :" قال رجل : يا رسول الله إني لأتأخر عن الصلاة في الفجر مما يطيل بنا فلان فيها . فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم  ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضبا منه يومئذ ، قال :" يا أيها الناس ، إنّ منكم منفرين ، فمن أمّ الناس فليتجوّز فإنخلفه الضعيف و الكبير و ذا الحاجة"
قلت: ليت شعري هل بلغ هذا الحديث أولئك المتنطعة أم لا؟ و لقد سمعت بعض من ينسب نفسه للعلم و هو يقول لمن يلتمس منه  التخفيف إذا صلى بهم: إما أن أصلي بكم هكذا أولا أصلي! و كأنه  توهم أن التطويل هو المستحب ، و نسي أن صاحب الشريعة قد راعى  حقوق المأمومين و مصالحهم ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطوّل فيها ، فأسمع بكاء الصبي فأتجوّز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه"
و روى ابن عبد البر عن عمر بن الخطاب أنه قال :"لا تُبغضوا الله إلى عباده ، يطول أحدكم في صلاته حتى يشق على من خلفه
و روى أبو داود و النسائي و غيرهما عن عثمان بن أبي العاص أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له :" أنت إمام قومك ، واقدرالقوم بأضعفهم
و ورد بلفظ:"و اقتد بأضعفهم". قال التوربشتي: ذكر بلفظ الإقتداء تأكيدا للأمر المحثوث عليه ، لأن من شأن المقتدي أن يتابع المقتدى به و يجتنب خلافه.
و قال ابن حزم :هذا حد التخفيف ،  و هو أن ينظر ما يحتمل أضعف مَن خلفه و أمسهم حاجة ، من الوقوف و الركوع و السجود و الجلوس فليصل على حسب ذلك

و بالجملة فإن التخفيف بالناس في الصلاة هو الذي جاءت به السنة، و هو الأمر الذي كان عليه السلف، فعن أبي رجاء العطاردي قال :" قلت للزبير بن العوام : ما لكم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم من أخف الناس صلاة ؟ قال: نبادر الوسواس"رواه ابن حزم  و قال أحمد شاكر في حاشيته: هذا إسناد صحيح جدا
و نقل الحافظ في (الفتح2/138) من كتاب ابن أبي شيبة من طريق أبي مجلز قال:" كانوا -يعني الصحابة -يتمون و يوجزون و يبادرون الوسوسة



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

عن الموقع
موقع الدعوة والحياة من إنشاء الشيخ الجزائري مصطفى بن داود يسعى هذا الموقع لنشر العقيدة الصحيحة والدفاع عن الفقه المالكي وتبيين أدلته كما يسعى أيضا للرد عن بعض المخالفين المتعصبين .

زوار الموقع

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة