-->
الدعوة والحياة للشيخ مصطفى بن داود الجزائري الدعوة والحياة للشيخ مصطفى بن داود الجزائري
الردود على المتعصبة

آخر الأخبار

الردود على المتعصبة
recent
جاري التحميل ...
recent

خطبة عن الثورة الجزائرية ... (01 نوفمبر)

خطبة عن الثورة الجزائرية ... (01 نوفمبر)

الحمد لله القوي المتين، الناصر المعين ، المؤيد لمن حمل راية نصر الدين ، نحمده سبحانه على لطفه وإحسانه ، ونشكره تعالى على تفضله وإنعامه ، ونسأله المزيد من أفضاله ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يعز من يشاء ويذل من يشاء , وما النصر إلا من عنده جل وعلا ، وهو الله العزيز الحكيم . وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله ، وصفيه من خلقه وخليله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد
يقول الله عز وجل: ( وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) فهذا الخطاب موجه من رب العزة الى النبي ص ...كي يذكر الامة بايام الله و ايام الله التي نتذكرها هي ايام الفرح و النعمة وايام النصر والعزة التي ينصر الله فيها الحق على الباطل وتعلوا فيها راية لا اله الا الله عالية في عنان السماء
"واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس، فآواكم وأيدكــــــــــم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون" فهذه الاية المباركة تامر اصحاب رسول الله ص ان يتذكروا عندما كانوا قلة ضعافا فاتاهم نصر الله وتنزلت عليهم الرحمة و البركات واعلموا ياعباد الله
إن هذا النص المبارك لينطبق - بعموم لفظه - على كل مستضعف من أرض الله تعالى ،وخاصة هذه الارض العزيزة ارض الجزائر ، فقد أتت علينا مرحلة من الزمن استضعفنا فيها الغزاة الفرنسيون ، فلم نكن نأمن فيها على أنفسنا وأعراضنا وأموالنا – وبعد تضحيات جسام - أتت بشائر النصر ، وبدلنا الله بعد خوفنا أمنا ، وبعد استدمارنا حرية وسيادة : يقول تعالى " وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ". فاذكروا هذا - أيها المؤمنون – واشكروا الله على نعمة النصر والتمكين ، "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ".
أيها الإخوة : إن التاريخ هو ذاكرة الأمة ولسانها ، وبالذاكرة تعقل وباللسان تنطق محاربة أو مسالمة ، وعلى أسس التاريخ يبني الحاضر والمستقبل ....ولذلك وفي هذه الايام نمر بذكرى عظيمة مجيدة تحيي القلوب على العزة والشهادة والشهامة الا وهي ذكرى الفاتح من نوفمبر هذه ثورة المجيدة ( التي صنعت التاريخ , وبهرت العالم, وقهرت الجبابرة ، وقصمت ظهور الأكاسرة,وغيرت مجرى الأحداث, وأعطت لشعوب العالم دروسا عملية في الجهاد والتضحية والثبات
والاستشهاد...) إن هذه الثورة تختلف وتتميز عن كثير من الثورات والمقاومات في العالم بأمر هام ، قلما يتطرق إليه المؤرخون والمحللون والباحثون , على الرغم من كونه العامل الحاسم ، والمؤثر في النصر والتمكين ، ألا وهو : "الجانب الرباني في ثورة التحرير المباركة " .فلقد كانت ثورتنا ربانية من أول وهلة :
فنشيدها: الله أكبر، وكلمة سرها:عقبة وطارق ، وحملة سلاحها : هم المجاهدون.. وقتلاها: هم الشهداء .. وقادتها : هم حملة القرآن الكريم..
ثم إن الاستعدمار الفرنسي – كما يقول البشير الإبراهيمي رحمه الله :
"صليبي النزعة ، فهو منذ احتل الجزائر عاملٌ على مَحْوِالإسلام لأنه الدين السماوي الذي فيه من القوة ما يستطيع به أن يسودَ العالم ،
وعلى مَحْوِ اللغة العربية لأنها لسانُ الإسلام ،وعلى محو العروبة لأنها دعامة الإسلام ،
وقد استعمل جميع الوسائل المؤدية إلى ذلك... ".
وشهد شاهد من أهلها حيث صرح قائلا:"إنها معركة الهلال والصليب... ولا بد أن ينتصر الصليب ".
وقال أحد جنرالاتها :" وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا ". والحق ما شهدت به الأعداء.
ولما أبى الشعب الجزائري أن يحيد عن أصله ودينه وعرضه قوبل بأبشع جرائم التقتيل والاضطهاد والتعذيب والإبادة الجماعية فكم قتلوا وكم شردوا واحرقوا وحولوا المساجد الى كنائس واخذوا الخيرات والثروات واستعبدوا هذا الشعب الحر الابي يقول تعالى : " ولن ترضي عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم ".
ويقول تعالى :" و لا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا".
ايها الاحباب وفي ضل هذه الهجمة الشرسة على بلادنا نشا جيل يحارب القهر ويحب الشهادة ويستنشق الحرية و العدالة ويكره الذلة والمهانة فقدموا قوافل من الشهداء حقق الله لهم النصر والتمكين وطردوا واخرجوا ذالك العدو الذليل المهين
يقول تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾
فنسأل الله تعالى أن يرحم شهداءنا الأبرار بواسع رحمته ، وأن يسكنهم فسيح جنانه ، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا ، ونسأله تعالى أن يمن علينا في هذه البقعة الطاهرة – الجزائر – بالأمن والاستقرار ، والعافية المعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة ، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، ومن أرادنا بسوء فنسأل الله أن يجعل تدبيره في نحره وأن يشغله بنفسه .
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين.



خطبة عن ثورة التحرير
خطبة عن أول نوفمبر 1954

  1. منسوخة من موقع الشيخ العيد بن زطة....

    ردحذف
  2. منسوخة من موقع الشيخ العيد بن زطة....

    ردحذف



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

عن الموقع
موقع الدعوة والحياة من إنشاء الشيخ الجزائري مصطفى بن داود يسعى هذا الموقع لنشر العقيدة الصحيحة والدفاع عن الفقه المالكي وتبيين أدلته كما يسعى أيضا للرد عن بعض المخالفين المتعصبين .

زوار الموقع

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة