-->
الدعوة والحياة للشيخ مصطفى بن داود الجزائري الدعوة والحياة للشيخ مصطفى بن داود الجزائري
الردود على المتعصبة

آخر الأخبار

الردود على المتعصبة
recent
جاري التحميل ...
recent

خطبة عن ذكرى عيد الإستقلال الجزائري 05 جويلية 1962

الموضوع في ذكرى عيد الاستقلال 


الحمد لله العزيز الحكيم.. ناصر المستضعفين ومذل الجبابرة الظالمين.نحمده سبحانه وتعالى حمد الشاكرين


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعد عباده المؤمنين بالنصر والتمكين فقال سبحانه:{ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض وتجعلهم أيمه ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض...

( }
وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله إمام المجاهدين ورحمة للناس أجمعين، فاللهم صل عليه وعلى أله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: :فيا عباد الله المومنين: أوصي نفسي واياكم بتقوى الله...


إخوة الإيمان :هنيئا لكم جميعا بذكرى عيد الاستقلال, الذي مر بنا بالأمس القريب , هذه الذكرى التي تذكرنا بمنة جليلة ونعمة كبيرة ألا وهي: نعمة الحرية والاستقلال.
إخوة الإيمان: إن الأمم الناهضة لا تعرف في تاريخها أعز ولا أعظم من يومها الذي نالت فيه حقها وكرامتها. ونالت فيه نعمة من نعم الله ، وكان من واجبها أن تذكر وأن تشكر نعمة المنعم جل جلاله: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ همَّ قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
وشكر النعمة هنا يتحقق في قوله تعالى: { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ} 
هذا شرط شرطه الله عز وجل على الذين مكّن لهم في الأرض وأصبح أمرهم بيدهم أن يقوموا بهذه الأربعة.
لقد تحقَّق الاستقلال ومكَّن الله العباد في البلاد، وأصبح أمرنا بأيدينا لا بأيدي المستعمر، فهل أقمنا الصلاة وآتينا الزكاة وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر؟!
كلاَّ، فالصلاة لا آمر بها ولا زاجر عنها، وكأنَّها من شأن المسلم ونفسه، إن شاء أقامها وإن شاء تركها. والمسلمون قد أجمع علماؤهم أنَّ المصرَّ على ترك صلاة واحدة يجب على الحاكم أن يقيم عليه حدَّ القتل، وحدِّث عن مانعي الزكاة التي حين تركها حيٌّ من العرب جهَّز لهم أبو بكر جيشًا لقتالهم، وأجمع الصحابة على ذلك، ولم يمنعهم من ذلك الخطر المداهم من قبل الروم الذين كانوا يجمعون لهم في اليرموك، وما ذاك إلاَّ لعظمة هذه الفريضة وخطورة الامتناع عن أدائها، وحدِّث عن تاركي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الرعيَّة عمومًا ومن الرعاة خصوصًا، كلّ حسب ما هو فيه من مسؤوليَّة ورعاية.
هل حققنا لأنفسنا في مدة خمسين سنة , ما كنا نطالب به الاستعمار؟! هل قضينا على الموبقات والمحرمات التي نشرها الاستعمار في بلادنا؟! هل قضينا على الخمر والقمار والدعارة المنظَّمة؟!
إخوة الإيمان: إنَّ كلَّ محاولة اليوم لمحو مظاهر الإسلام, وسمة التديُّن, والعبث بلغة القرآن ومقوِّمات الأمَّة وتاريخها, إنَّما تصبُّ في مصبٍّ واحد، وهو ما كان يرمي إليه المستعمر من قبل، وقد خرج المستعمر، لكنَّه خلَّف من ورائه أفراخًا ليكونوا امتدادًا له، وأيديَ موصولة بخيوطه، من دجاجلة الخرافة والبدع، ومن المنصِّرين، ومن المسمِّين أنفسهم بالمثقَّفين والنَّخبَوِيِّين المتنوِّرين الذين لسانهم لسان المستعمر، وفكرهم فكره، وعواطفهم عواطفه، وحنينهم إليه، وهو بالأشواق إلى وطنهم يستنزف خيراته.
يا معشر الجزائريِّين، إنَّ الاستعمار كالشيطان الذي قال فيه نبيُّنا : (إنَّ الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنَّه رضي بالتحريش بينكم).
فهو قد خرج من أرضكم، ولكنَّه لم يخرج من مصالح أرضكم، ولم يخرج من ألسنتكم، ولم يخرج من قلوب بعضكم، فلا تعاملوه إلاَّ فيما اضطررتم إليه، فإنَّ الاستعمار العسكري ذنبٌ، والاستعمار الثقافي والفكري هو الرأس، والحيَّة لا تموت بقطع ذنبها، بل كما قال الشاعر:
لا تقطعنَّ ذنب الأفعى وترسـلها 
إن كنت شهمًا فأتبع رأسها الذنبا
وعلى الجزائر أن تحرِّر ثقافتها من التبعيَّة كما حرَّرت أرضها من الاستعمار، والخطوات البطيئة في هذا المضمار لا ترضي شهداءها الأبرار، بل البدار البدار، ليتأكَّد الانتصار، ويكتمل الاستقلال والانتصار, وعندها نحتفل بالذكرى 50 أحسن احتفال
أقول قولي هذا...

الثانية


أما بعد:/ فيا عباد الله المومنين, كما أن هذه المناسبة أيضا تذكرنا بعيد الشباب، لأن الشباب هو عصب الأمة ومستقبلها, هو قلبها النابض,هو دمها الجاري في عروقها,وعلى هذا فالواجب على الشباب أن يشعر بالمسؤولية,وأنه مسئول أمام الله عن هذه المرحلة, وأن يعتز بدينه , وأن يفهم الإسلام فهما صحيحا,لايكن إمعة,وأن يلتزم بالوسطية والاعتدال.
كما أن الواجب علينا جميعا يحتم علينا: أولا:أن نشكر الله على نعمة الاستقلال,وعلى نعمة الصحة والشباب,لقوله تعالى{وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم,ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}
وثانيا:أن نحافظ على ثوابت هذه الأمة,ومقومات شخصيتها العربية والإسلامية,المتمثلة في :الجزائر وطننا, والإسلام ديننا, والعربية لغتنا.
وثالثا:أن نستمر في طريق التعمير والبناء والإصلاح,مصداقا لقوله تعالى{ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين}
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المصلحين لا من المفسدين آمين.
اللهم أصلح حالنا ,وبلغنا مما يرضيك آمالنا,واختم بالصالحات أعمالنا,وبالسعادة آجالنا ,وتوفنا وأنت راض عنا.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين , اللهم اعز الإسلام وانصر المسلمين , واعل بفضلك كلمتي الحق والدين , 
اللهم أصلح قادتنا ....
اللهم اشفنا واشف مرضانا ....
ربنا آتنا في الدنيا حسنة ....
ربنا اغفر لنا ,,,,, , 







إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

عن الموقع
موقع الدعوة والحياة من إنشاء الشيخ الجزائري مصطفى بن داود يسعى هذا الموقع لنشر العقيدة الصحيحة والدفاع عن الفقه المالكي وتبيين أدلته كما يسعى أيضا للرد عن بعض المخالفين المتعصبين .

زوار الموقع

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة