-->
الدعوة والحياة للشيخ مصطفى بن داود الجزائري الدعوة والحياة للشيخ مصطفى بن داود الجزائري
الردود على المتعصبة

آخر الأخبار

الردود على المتعصبة
recent
جاري التحميل ...
recent

خطورة السحر والعين والحسد وكيفية العلاج

 الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]. 
أمَّا بعد:
من أعظم ما أصيبت به البشرية منذ قديم الزَّمان السِّحر؛ فبه يتسلَّط شياطين الجن على بني آدم فيضلُّونَهم ويُوقِعون بهم الأذى في دينِهم ودُنياهم، فتعاطيه وطلبه كبيرة من كبائر الذنوب تصِل إلى الخروج من دائرة الإسلام؛ يقول ربُّنا - عزَّ وجلَّ - مُخبرًا عن مَن قبْلَنا ممَّن يتعاطَون السحر: ﴿ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102]. 
فالساحر الذي يتَّصل بشياطين الجنِّ لا يتعلَّم السحر حتى يجعل دينَه قُربانًا لهم، فلا يخدمونه ويقضون حوائجَه إلا إذا كفر بالله، وتقرَّب لهم بما يخرُج به عن الإسلام، من عبادة الشَّيطان كالذَّبح له أو بعمل عملٍ يخرج به من الإسلام كإهانةِ الإسلام والقران والدين
عباد الله:
إن إتيان السحرة وسؤالُهم ضررٌ محض على دين النَّاس ودنياهم، فسؤالُهم كبيرةٌ من كبائِر الذُّنوب؛ كما جاء ذالك عن النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن أتى عرَّافًا فسأله عن شيء، لم تُقْبَل له صلاة أربعين ليلة)) رواه مسلم  
فسائلهم لا تقبل له صلاةٌ أربعين يومًا، فهذا الحديث ونحوُه محمولٌ عند أهل العلم أنَّه لا ثواب له في صلاته مدَّة الأربعين ))، قال النووي: "معناه أنه لا ثواب له فيها"، وقال البغوي: "العرَّاف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها كالمسروق من الذي سرقها، ومعرفة مكان الضالة". 
ومن البلاء العظيم أيها الإخوة المؤمنون: ما يندى له الجبين، ويأسى عليه صاحب القلب السليم، أن تغزو الخرافة والشعوذة أهل التوحيد في دورهم؛ يتربى عليها أطفالهم، ويتأثر بها نساؤهم والنبي صلى الله عليه وسلم حذر أمته من الوقوع في السحر والشعوذة وإذاية الآخرين فقال حبيبنا :
 ((مَن أتى كاهنًا أو عرَّافًا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بِما أُنْزِل على محمَّد -صلى الله عليه وسلم-))؛ رواه أحمد 
والسِّحر أنواع متعدِّدة، والصحيح أنَّه كله أسود فليس فيه سحر أبيض على ما يزعُم بعضهم، فمنه:
فالويل لك ثم الويل يا من تردد على أبواب الشعودة والسحرة يا من تسببون في إذاية الناس من مرض المسحور، في جسدِه أو عقْلِه أو في كلَيْهِما، والدَّافع له في الغالب الرَّغبة في الانتقام 
عباد الله:
إن السحر ما انتشر وشاع وذاع وراج في مجتمعنا إلا عندما: طغت الحياة المادية على النفوس فقست القلوب وجفت منابع الخير فكانت النتيجة هي: العقد النفسية والمشكلات الوهمية وارتفاع مؤشر القلق وزيادة معدلات الخوف والأرق. وباتت بعض بيوت المسلمين مرتعاً للشياطين قل فيها ذكر الله، وقلَّ أن يقرأ فيها كلام الله وكثرت فيها المعاصي والمنكرات والنتيجة هي ضيق الصدر وكثرة الإصابة بالمس والعين والسحر قال تعالى ﴿  وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36] وقال تعالى ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾  
بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعني الله وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذكر الحكيم، أقول ما تَسمَعون، وأستغفِر الله لي ولَكم ولجميع المسلِمين من كلّ ذنب فاستَغفروه، إنّه هو الغفورُ الرّحيم 
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أبان الحق وجعل عليه دلالات يستدل بها أولو النُّهى، وهدى خلقَه السَّبيلَ، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وأصحابِه أجمعين، وبعد:
عباد الله:
اتقوا الله تعالى واعلموا ـ رعاكم الله ـ أنّ ما شرعه الله لعباده غنية وكفاية، وقد أعاض الله تبارك وتعالى المسلمين عن مثل تلك الأباطيل وأنواع الأضاليل 
وليعلم المسحور والمريض أنه مبتلى فيجب عليه الصبر، والاحتساب مع الإخلاص في الدعاء، وصدق التوجه إلى الله -تعالى- والأخذ بالأسباب المشروعة في العلاج،
وقد بين كثير من العلماء ذالك العلاج  فإليك أخي الحبيب و أختي الفاضلة بعضا منه لعل الله عز وجل يشفيك من إذاية المخلوقين وشر الشياطين
أولا : إفراد الله بالتوحيد والإخلاص له والتوكل عليه .قال تعالى : ). ( وقال سبحانه : ** ومن يتوكل على الله فهو حسبه }أي كافيه ومعينه وحاميه
ثانيا : الدعاء
: )وقال ربكم ادعوني أستجب لكم (
وقال رسول الله r :** يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ....} رواه البخاري ومسلم 
وقال عليه الصلاة والسلام : ** لا يرد القضاء إلا الدعا ء..} حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة
ثالثا : التقوى في السر والعلن .
قال تعالى : ) ومن يتق الله يجعل له مخرجا .. (وقال سبحانه : )إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
خامسا : المحافظة على تلاوة القرآن وخاصة سورة البقرة في البيت فعن أبي إمامة _ رضي الله عنه _ قال سمعت رسوا الله  يقول)....... أقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة , وتركها حسرة , ولا تستطيعها البطلة ) أي السحرة ( صحيح الجامع . 1165 ) .
وقال r ) فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لايقربه شيطان ) رواه مسلم 
سادسا : المحافظة على الأذكار اليومية والتعوذات الشرعية الصحيحة مثل أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وغيرها فإنها الحصن الحصين والدرع المتين يقول العلماء : وهذه الأذكار والتعوذات من أعظم الأسباب في اتقاء شر السحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليها بصدق وإيمان وثقة بالله واعتماد وانشراح صدر لما دلت عليه , هي من أعظم العلاج أيضاً .
سابعا : التوبة إلى الله من الذنوب والمعاصي قال تعالى )وما أصابكم من مصيبة فبما
 كسبت أيديكم(
ثامنا : الصد قه والإحسان إلى الناس قال تعالى : ** إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } وهي من وسائل العلاج أيضا قال r: ( داووا مرضاكم بالصدقة ) . والحديث حسن, أنظر صحيح الجامع برقم [ 3358 ].
تاسعا : أكل العجوة وهو من أجود أنواع تمر المدينة .
قال الرسول r : ** من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سمٌ ولا سحر } رواه البخاري ومسلم .
فاتقوا الله ايها الناس وتمسكوا بدينكم وذكر ربكم ولا تتركوا الشياطين تتلاعب بكم 
ونسال الله ان يشفي كل مريض.................
العلاج من السحر والعين والحسد
العلاج من السحر والعين والحسد






إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

عن الموقع
موقع الدعوة والحياة من إنشاء الشيخ الجزائري مصطفى بن داود يسعى هذا الموقع لنشر العقيدة الصحيحة والدفاع عن الفقه المالكي وتبيين أدلته كما يسعى أيضا للرد عن بعض المخالفين المتعصبين .

زوار الموقع

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة